فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (39)

{ قَالَ رَبّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَزَيّنَنَّ لَهُمْ فِي الأرض } الباء للقسم ، و «ما » مصدرية ، وجواب القسم { لأزينن لهم } أي : أقسم بإغوائك إياي لأزينن لهم في الأرض ، أي : ما داموا في الدنيا ، والتزيين منه إما بتحسين المعاصي لهم وإيقاعهم فيها ، أو يشغلهم بزينة الدنيا عن فعل ما أمرهم الله به فلا يلتفتون إلى غيرها . وإقسامه ها هنا بإغواء الله له لا ينافي إقسامه في موضع آخر بعزة الله التي هي سلطانه وقهره ، لأن الإغراء له هو من جملة ما تصدق عليه العزّة { وَلأَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } أي : لأضلنهم عن طريق الهدى وأوقعهم في طريق الغواية ، وأحملهم عليه .

/خ44