قوله تعالى : { إنا سخرنا الجبال معه } كما قال : { وسخرنا مع داود الجبال } { يسبحن } بتسبيحه ، { بالعشي والإشراق } قال الكلبي : غدوة وعشية . والإشراق : هو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوءها . وفسره ابن عباس : بصلاة الضحى .
أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني ابن فنجويه ، حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا الحسن بن حيوة ، حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ، حدثنا الحجاج بن نضير ، أنبأنا أبو بكر الهذلي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس في قوله : بالعشي والإشراق ، قال : كنت أمر بهذه الآية لا أدري ما هي حتى حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فدعا بوضوء فتوضأ ، ثم صلى الضحى ، فقال : يا أم هانئ هذه صلاة الإشراق " .
وقوله : { إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإشْرَاقِ } أي : إنه تعالى سخر الجبال تسبح معه عند إشراق الشمس وآخر النهار ،
كما قال تعالى : { يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ } [ سبأ : 10 ] وكذلك كانت الطير تسبح بتسبيحه وترجع بترجيعه إذا مر به الطير وهو سابح في الهواء فسمعه وهو يترنم بقراءة الزبور لا تستطيع الذهاب بل تقف في الهواء وتسبح معه . وتجيبه الجبال الشامخات ترجع معه وتسبح تبعا له .
قال ابن جرير : حدثنا أبو كُرَيْب حدثنا محمد بن بشر عن مِسْعَر عن عبد الكريم عن موسى بن أبي كثير عن ابن عباس أنه بلغه : أن أم هانئ ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة صلى الضحى ثمان ركعات ، قال ابن عباس : قد ظننت أن لهذه الساعة صلاة يقول الله تعالى : { يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإشْرَاقِ }
ثم رواه من حديث سعيد بن أبي عروبة ، عن أبي المتوكل عن أيوب بن صفوان عن مولاه عبد الله بن الحارث بن نوفل أن ابن عباس كان لا يصلي الضحى قال : فأدخلته على أم هانئ فقلت : أخبري هذا ما أخبرتني به . فقالت أم هانئ : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح في بيتي ثم أمر بماء صب في قصعة ثم أمر بثوب فأخذ بيني وبينه فاغتسل ثم رش ناحية البيت فصلى ثمان ركعات ، وذلك من الضحى قيامهن وركوعهن وسجودهن وجلوسهن سواء قريب بعضهن من بعض فخرج ابن عباس وهو يقول : لقد قرأت ما بين اللوحين ما عرفت صلاة الضحى إلا الآن : { يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإشْرَاقِ } وكنت أقول : أين صلاة الإشراق وكان بعد يقول : صلاة الإشراق . ولهذا قال : { وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً }
وقوله : ( إنّا سَخّرْنا الجِبالَ مَعَهُ يُسَبّحْنَ بالعَشِيّ وَالإشْرَاقِ ) : يقول تعالى ذكره : إنا سخرنا الجبال يسبّحن مع داود بالعشيّ ، وذلك من قوت العصر إلى الليل ، والإشراق ، وذلك بالغداة وقت الضحى . ذُكر أن داود كان إذا سبح سبحت معه الجبال ، كما حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( إنّا سخّرْنا الجِبالَ مَعَهُ يُسَبّحْنَ بالعَشِيّ والإشْراقِ ) : يسبحن مع داود إذا سبح بالعشيّ والإشراق .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( بالعَشيّ والإشْرَاقِ ) : قال : حين تُشرق الشمس وتضحى .
حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، عن مسعر بن عبد الكريم ، عن موسى بن أبي كثير ، عن ابن عباس أنه بلغه أن أمّ هانىء ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ، صلى الضحى ثمان ركعات ، فقال ابن عباس : قد ظننت أن لهذه الساعة صلاة ، يقول الله : يُسَبّحْنَ بالعَشيّ والإشْراقِ .
حدثنا ابن عبد الرحيم البرقي ، قال : حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، قال : حدثنا صدقة ، قال : ثني سعيد بن أبي عَروبة ، عن أبي المتوكل ، عن أيوب بن صفوان ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن ابن عباس كان لا يصلي الضحى ، قال : فأدخلته على أم هانىء ، فقلت : أخبري هذا بما أخبرتني به ، فقالت أمّ هانىء : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح في بيتي ، فأمر بماء فصبّ في قصعة ، ثم أمر بثوب فأخذ بيني وبينه ، فاغتسل ، ثم رشّ ناحية البيت فصلّى ثمان ركعات ، وذلك من الضحى قيامهنّ وركوعهنّ وسجودهنّ وجلوسهنّ سواء ، قريب بعضهنّ من بعض ، فخرج ابن عباس ، وهو يقول : لقد قرأت ما بين اللوحين ، ما عرفت صلاة الضحى إلا الاَن يُسَبّحْنَ بالعَشَيّ والإشْراق وكنت أقول : أين صلاة الإِشراق ، ثم قال : بعدهنّ صلاة الإِشراق .
حدثنا عمرو بن عليّ ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن متوكل ، عن أيوب بن صفوان ، مولى عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن الحارث ، أن أمّ هانىء ابنة أبي طالب ، حَدّثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح دخل عليها ثم ذكر نحوه .
وأخبر تعالى عما وهب لداود من الكرامة في أن سخر الجبال تسبح بعه ، وظاهر الآية عموم الجبال . وقالت فرقة : بل هي الجبال التي كان فيها وعندها ، وتسبيح الجبال ها حقيقة . { والإشراق } وقت ضياء الشمس وارتفاعها ، ومنه قولهم : " أشرق ثبير كيما نغير " ، أي ادخل في الشروق ، وفي هذين الوقتين كانت صلاة بني إسرائيل . وقال ابن عباس : صلاة الضحى عندنا هي صلاة الإشراق ، وهي في هذه الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.