فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُۥ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ} (18)

{ إِنَّا سَخَّرْنَا الجبال مَعَهُ يُسَبّحْنَ بالعشى والإشراق } أيّ يقدّسن الله سبحانه ، وينزهنه عما لا يليق به . وجملة : { يُسَبّحْنَ } في محل نصب على الحال ، وفي هذا بيان ما أعطاه الله من البرهان ، والمعجزة ، وهو : تسبيح الجبال معه . قال مقاتل : كان داود إذا ذكر الله ذكرت الجبال معه ، وكان يفقه تسبيح الجبال . وقال محمد بن إسحاق : أوتي داود من حسن الصوت ما يكون له في الجبال دويّ حسن ، فهذا معنى : تسبيح الجبال ، والأوّل أولى . وقيل معنى : { يُسَبّحْنَ } : يصلين ، و{ مَعَهُ } متعلق بسخرنا . ومعنى { بالعشى والإشراق } قال الكلبي : غدوة وعشية ، يقال : أشرقت الشمس : إذا أضاءت ، وذلك وقت الضحى . وأما شروقها فطلوعها . قال الزجاج : شرقت الشمس : إذا طلعت ، وأشرقت : إذا أضاءت .

/خ25