مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُۥ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ} (18)

رُوي أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وهو أشد الصوم ويقوم نصف الليل { إنّا سخّرنا } ذللنا { الجبال مَعَهُ } قيل : كان تسخيرها أنها تسير معه إذا أراد سيرها إلى حيث يريد { يُسَبِّحْنَ } في معنى مسبحات على الحال . واختار { يُسَبّحْنَ } على «مسبحات » ليدل على حدوث التسبيح من الجبال شيئاً بعد شيء وحالاً بعد حال { بالعشى والإشراق } أي طرفي النهار ، والعشي وقت العصر إلى الليل ، والإشراق وقت الإشراق وهو حين تشرق الشمس أي تضيء وهو وقت الضحى ، وأما شروقها فطلوعها تقول : شرقت الشمس ولمَّا تُشْرِق .