الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُۥ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ} (18)

ثم قال تعالى : { إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق } ، أي : يسبحن مع داود من وقت العصر إلى الليل ، ومن صلاة الصبح إلى وقت صلاة الضحى .

يقال : أشرقت الشمس : إذا أضاءت وصفت ، وشرقت إذا طلعت{[58121]} .

قال قتادة : كان داود إذا سبح سبحت الجبال معه{[58122]} .

واستدل ابن عباس على نص صلاة الضحى في القرآن بهذه الآية { بالعشي والإشراق } ، لأنه من أشرقت الشمس إذا صفت وأضاءت{[58123]} . فإذا صلى داود العصر وسبح سبحت الجبال معه ، وإذا صلى الضحى ( سبح{[58124]} وسبحت ) الجبال معه .


[58121]:لكن صاحب القاموس المحيط لا يرى فرقا، حيث يقول: (وشرقت الشمس شرقا وشروقا: طلعت، كأشرقت: 3/249.
[58122]:انظر: الدر المنثور 7/150.
[58123]:انظر: جامع القرطبي 15/160، وأحكام القرآن للجصاص 3/378، وأحكام القرآن للهراسي 2/359. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/99 لكنه قال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف. ونسبه ابن حجر في الكافي – الحديث 304 سورة ص – إلى ابن مردويه والثعلبي والواحدي والبغوي، كلهم من رواية الهذلي...وقال: ورواه الحاكم من وجه آخر وذكره، ثم قال: هذا موقوف، وهو أصح. وأخرجه الحميدي في مسنده 1/159 ح 333، وابن جرير في جامع البيان 23/87 عن ابن عباس موقوفا، وأنظره أيضا في إعراب النحاس 3/458 والمحرر الوجيز 14/17، وتفسر ابن كثير 4/31 والدر المنثور 7/150 وبخصوص عدد ركعات صلاة الضحى يقول ابن العربي في أحكام القرآن 4/1624: (ليس لصلاة الضحى تقدير معين، إلا أنها صلاة تطوع وأقل التطوع عندنا ركعتان، وعند الشافعي ركعة).
[58124]:ح: وسبح سبحت.