البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُۥ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ} (18)

و { الإشراق } : وقت الإشراق .

قال ثعلب : شرقت الشمس ، إذا طلعت ؛ وأشرقت : إذا أضاءت وصفت .

وفي الحديث ، أنه عليه السلام ، صلى صلاة الضحى وقال : « يا أم هانىء ، هذه صلاة الإشراق ، وفي هذين الوقتين كانت صلاة بني إسرائيل » وتقدّم كل الكلام في تسبيح الجبال في قصة داود في سورة الأنبياء ، وأتى بالمضارع باسم الفاعل دلالة على حدوث التسبيح شيئاً بعد شيء ، وحالاً بعد حال ؛ فكأن السامع محاضر تلك الجبال سمعها تسبح .

ومثله قول الأعشى :

لعمري لقد لاحت عيون كثيرة *** إلى ضوء نار في بقاع تحرق

أي : تحرق شيئاً فشيئاً .

ولو قال محرقة ، لم يدل على هذا المعنى .