الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُۥ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ} (18)

{ إِنَّا سَخَّرْنَا الجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ } بتسبيحه .

قال ابن عبّاس : وكان يفهم تسبيح الحجر والشجر .

{ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ } : أخبرني ابن فنجويه قال : حدثنا ابن شنبه قال : حدثنا الحسين بن يحيويه قال : حدثنا أبو أُميّة محمّد بن إبراهيم قال : حدثنا الحجاج بن نصير قال : حدثنا أبو بكر الهذلي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عبّاس قال : كنت أمُرّ بهذه الآية لا أدري مالعشي والإشراق ، حتّى حدثتني أُم هاني بنت أبي طالب أن رسول الله ( عليه السلام ) دخل عليها فدعا بوضوء فتوضأ ، ثم صلى الضحى وقال : " يا أُم هاني هذه صلاة الإشراق " .

روى عطاء الخراساني عن ابن عبّاس قال : لم يزل في نفسي من صلاة الضحى شيء حتّى طلبتها في القرآن فوجدتها في هذه الآية : { يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ } .

قال عكرمة : وكان ابن عبّاس لا يصلي صلاة الضحى ثم صلى بعدها . وروي أن كعب الأحبار قال لابن عبّاس رضي الله عنه : إني لأجد في كتاب الله صلاة بعد طلوع الشمس .

فقال ابن عبّاس : أنا أوجدك ذلك في كتاب الله في قصة داود { يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ } وليس الإشراق طلوع الشمس ، إنّما هو صفاؤها وضوؤها .