معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمِمَّنۡ خَلَقۡنَآ أُمَّةٞ يَهۡدُونَ بِٱلۡحَقِّ وَبِهِۦ يَعۡدِلُونَ} (181)

قوله تعالى : { وممن خلقنا أمة } ، أي عصابة .

قوله تعالى : { يهدون بالحق وبه يعدلون } ، قال عطاء عن ابن عباس : يريد أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم المهاجرون ، والأنصار ، والتابعون لهم بإحسان . وقال قتادة : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال : هذه لكم ، وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها ، ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا الحميدي ، حدثني عمير بن هانئ أنه سمع معاوية رضي الله عنه يقول : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) . وقال الكلبي : هم من جميع الخلق .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَمِمَّنۡ خَلَقۡنَآ أُمَّةٞ يَهۡدُونَ بِٱلۡحَقِّ وَبِهِۦ يَعۡدِلُونَ} (181)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَمِمّنْ خَلَقْنَآ أُمّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } . .

يقول تعالى ذكره : ومن الخلق الذين خلقنا أمة ، يعني جماعة يهدون ، يقول : يهتدون بالحقّ وبِهِ يَعْدِلُونَ يقول : وبالحقّ يقضون وينصفون الناس ، كما قال ابن جريج .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : أُمّةٌ يَهْدُونَ بالحَقّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ قال ابن جريج : ذكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ، قال : «هذِهِ أُمّتي » قالَ : «بالحَقّ يَأْخُذُونَ وَيُعْطُونَ وَيَقْضُونَ » .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : وَمِمّنْ خَلَقْنا أُمّةٌ يَهْدُونَ بالحَقّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَمِمّنْ خَلَقْنا أُمّةٌ يَهْدُونَ بالحَقّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ بلغنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قرأها : «هَذهِ لَكُمْ ، وَقَدْ أُعْطِيَ القَوْمُ بينَ أيْدِيكُمْ مِثْلَها ، وَمِنْ قَوْم مُوسَى أُمّةٌ يَهْدُونَ بالحَقّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ » .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمِمَّنۡ خَلَقۡنَآ أُمَّةٞ يَهۡدُونَ بِٱلۡحَقِّ وَبِهِۦ يَعۡدِلُونَ} (181)

عطف على جملة : { ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس } [ الأعراف : 179 ] الآية ، والمقصود : التنويه بالمسلمين في هديهم واهتدائهم ، وذلك مقابلة لحال المشركين في ضلالهم ، أي عرّض عن المشركين ، فإن الله أغناك عنهم بالمسلمين ، فما صْدَقُ « الأمة » هم المسلمون بقرينة السياق كما في قول لبيد :

ترَّاك أمكنة إذا لم أرضها *** أو يعتلقُ بَعْضَ النفوس حِمامُها

يريد نفسه فإنها بعض النفوس . روى الطبري عن قتادة قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأ هذه الآية : " هذه لكم وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها " . وقوله : { ومن قوم موسى أمّة يهدون بالحق وبه يعدلون } وبقية ألفاظ الآية عرف تفسيرها من نظره المتقدمة في هذه السورة .