اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمِمَّنۡ خَلَقۡنَآ أُمَّةٞ يَهۡدُونَ بِٱلۡحَقِّ وَبِهِۦ يَعۡدِلُونَ} (181)

قوله تعالى : { وممن خلقنا أمة يهدون بالحق } الآية .

" من " يجوز أن تكون موصولة أو نكرة موصوفة ، و " يهدون " صفة ل " أمة " .

وقال بعضهم : في الكلام حذف تقديره : وممن خلقنا للجنة ، يدل على ذلك ما ثبت لمقابلهم وهو قوله : { ولقد ذرأنا لجهنم } .

فصل

المراد بالأمة العلماء .

قال عطاء عن ابن عباس : يريد أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم المهاجرون والأنصار والتابعون لهم بإحسان{[17037]} .

وقال قتادة : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال : " هذه لكم وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها " {[17038]} : { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } [ الأعراف : 159 ] .

وقال معاوية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " {[17039]} .


[17037]:ذكره الرازي في تفسيره 15/60 عن ابن عباس.
[17038]:أخرجه الطبري في تفسيره (6/134) وذكر السيوطي في الدر المنثور (3/272) وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر.
[17039]:أخرجه البخاري (7460) ومسلم (1037/174) وأحمد 4/101، من حديث معاوية.