فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمِمَّنۡ خَلَقۡنَآ أُمَّةٞ يَهۡدُونَ بِٱلۡحَقِّ وَبِهِۦ يَعۡدِلُونَ} (181)

قوله : { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا } خبر مقدّم و { أُمَّةٍ } مبتدأ مؤخر ، و { يَهْدُونَ } وما بعده صفة له . ويجوز أن يكون { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا } هو المبتدأ كما تقدّم في قوله : { وَمِنَ الناس مَن يَقُولُ } والمعنى : أن من جملة من خلقه الله أمة يهدون الناس متلبسين بالحق ، أو يهدونهم بما عرفوه من الحق . { و } بالحق { يَعْدِلُونَ } بينهم . قيل : هم من هذه الأمة ، وإنهم الفرقة الذين لا يزالون على الحق ظاهرين ، كما ورد في الحديث الصحيح .

/خ186