قوله تعالى : { فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين* وله الكبرياء } العظمة ، { في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } .
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، حدثنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي ، حدثنا أحمد بن حفص وعبد الله بن محمد الفراء وقطن بن إبراهيم قالوا ، أنبأنا حفص بن عبد الله ، حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن عطاء بن السائب ، عن الأغر أبي مسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما أدخلته النار " .
{ وَلَهُ الكبريآء } أي : العظمة والسلطان والجلال { فِي السماوات والأرض وَهُوَ العزيز الحكيم } .
قال ابن كثير : أي : هو العظيم المجد الذي كل شيء خاضع لديه ، فقير إليه . وفي الحديث الصحيح يقول الله - تعالى - : " العظمة إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني واحدا منها أسكنته ناري " .
{ وَهُوَ العزيز } أي : الذي لا يغالب ولا يمانع ، { الحكيم } في أقواله وأفعاله .
وبعد فهذا تفسير محرر لسورة " الجاثية " نسأل الله - تعالى - أن يجعله خالصا لوجهه ونافعا لعباده .
و : { الكبرياء } بناء مبالغة ، وفي الحديث : ( يقول الله تعالى : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني منهما شيئاً قصمته ){[10287]} .
وعقب ذلك بجملة { وله الكبرياء في السموات والأرض } للإشارة إلى أن استدعاءه خلقَه لحمده إنما هو لنفعهم وتزكية نفوسهم فإنه غني عنهم كما قال : { وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمونِ } [ الذاريات : 56 ، 57 ] .
وتقديم المجرور في { وله الكبرياء } مثله في { فللَّه الحمد } . والكبرياء : الكبر الحق الذي هو كمال الصفات وكمال الوجود . ثم أتبع ذلك بصفتي { العزيز الحكيم } لأن العزة تشمل معاني القدرة والاختيارِ ، والحكمةَ تجمع معاني تمام العلم وعمومه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.