لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَلَهُ ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (37)

{ وله الكبرياء } أي وكبروه فإن له الكبرياء والعظمة { في السماوات والأرض } وحق لمثله أن يكبر ويعظم { وهو العزيز الحكيم } ( م ) عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «العز إزاره والكبرياء رداؤه » قال الله تعالى : «فمن ينازعني عذبته » لفظ مسلم وأخرجه البرقاني وأبو مسعود رضي الله عنهما يقول الله عز وجل : «العز إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني شيئاً منهما عذبته » ولأبي داود عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في واحد منهما قذفته في النار » .

( شرح غريب ألفاظ الحديث )

قيل هذا الكلام خرج على ما تعتاده العرب في بديع استعاراتهم وذلك أنهم يكنون عن الصفة اللازمة بالثياب يقولون شعار فلان الزهد ولباسه التقوى ، فضرب الله عز وجل الإزار والرداء مثلاً له في انفراده سبحانه وتعالى بصفة الكبرياء والعظمة ، والمعنى أنهما ليسا كسائر الصفات التي يتصف بها بعض المخلوقين مجازاً كالرحمة والكرم وغيرهما . وشبههما بالإزار والرداء ؛ لأن المتصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان ولأنه لا يشاركه في إزاره وردائه أحد ، فكذلك الله تعالى لا ينبغي أن يشاركه فيهما أحد ؛ لأنهما من صفاته اللازمة له المختصة به التي لا تليق بغيره والله أعلم .