السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَهُ ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (37)

ولما أفاد ذلك غناه الغنى المطلق وسيادته وأنه لا كفء له عطف عليه بعض اللوازم لذلك تنبيهاً على مزيد الاعتناء به لدفع ما يتوهمونه من ادعاء الشركة التي لا يرضونها لأنفسهم فقال تعالى : { وله } أي : وحده { الكبرياء } أي : الكبر الأعظم الذي لا نهاية له { في السماوات } كلها { والأرض } جميعاً اللتين فيهما آيات الموقنين . روي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يقول الله عز وجل : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما أدخلته النار » . وفي رواية عذبته وفي رواية قصمته { وهو } وحده { العزيز } الذي يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء { الحكيم } الذي يضع الأشياء في مواضعها ولا يضع شيئاً إلا كذلك كما أحكم أمره ونهيه وجميع شرعه ، وأحكم نظم هذا القرآن جملاً وآيات وفواصل وغايات بعد أن حرر معانيه وتنزيله فصار معجزاً في نظمه ومعناه . وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ سورة حم الجاثية ستر الله عورته وسكن روعته يوم الحساب » حديث موضوع .