اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَهُ ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (37)

قوله : { وَلَهُ الكبرياء فِي السماوات } يجوز أن يكون «في السموات » متعلقاً بمحذوف حالاً من «الْكِبْرِياء » وأن يتعلق بما تعلق به الظروف الأول ، لوقوعه خبراً .

ويجوز أن يتعلق بنفس «الكبرياء » لأنها مصدر{[50773]} . وقال أبو البقاء : «وأن يكون يعني في السموات ظرفاً والعامل فيه الظرف الأول ، والكبرياء ، لأنها بمعنى{[50774]} العظمة » . قال شهاب الدين : ولا حاجة إلى تأويل الكبرياء بمعنى العظمة فإنها ثابتة المصدرية{[50775]} .

/خ37

ثم قال : { وَلَهُ الكبريآء فِي السماوات والأرض وَهُوَ العزيز الحكيم } يعني بكمال قدرته ، يقدر على خلق أي شيء أراد{[50776]} ، ( و ){[50777]} بكمال حكمته يخص كل نوع من مخلوقاته بآثار الحكمة والرحمة .

وقوله : { وَهُوَ العزيز الحكيم } يفيد أن الكامل في القدرة وفي الحكمة وفي الرحمة ليس إلاَّ هُوَ . روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يقول الله عزّ وجلّ : «الكِبْرِيَاءُ رِدَائِي ، وَالْعَظَمةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحداً مِنْهُمَا أَدْخَلْتُهُ النَّارَ » .

ختام السورة:

وروى أبي بن كعب ( رضي الله عنه{[1]} ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَنْ قَرَأَ سُورَة حَم الجاثيِة سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ وسَكَّنَ{[2]} رَوْعَتَهُ يَوْمَ الْحِسَابِ » .


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[2]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/605) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
[50773]:الدر المصون 4/844.
[50774]:التبيان 1153.
[50775]:الدر المصون المرجع السابق.
[50776]:الواو سقطت من ب.
[50777]:انظر في هذا الرازي 27/275.