معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ} (9)

8

{ ولهم عذاب واصب } أي أن لهذه الشياطين التي تسترق السمع عذاب من الله تعالى موجع دائم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ} (9)

وقوله - سبحانه - : { لاَّ يَسَّمَّعُونَ إلى الملإ الأعلى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ . دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ } جملة مستأنفة لبيان حالهم عند حفظ السماء ، وبيان كيفية الحفظ ، وما يصيبهم من عذاب وهلاك إذا ما حاولوا استراق السمع منها .

ولفظ " يسَّمَّعوُن " بتشديد السين - وأصله يتسمعون . فأدغمت التاء فى السين والضمير للشياطين ، وقرأ الجمهور { لا يَسْمعون } بإسكان السين .

قال صاحب الكشاف : الضمير فى { لاَّ يَسَّمَّعُونَ } لكل شيطان ، لأنه فى معنى الشياطين ، وقرئ بالتخفيف والتشديد . وأصله " يتسمعون " . والتسمع : تطلب السماع . يقال : تسمع فسمع . أو فلم يسمع .

فإن قلت : أى فرق بين سمعت فلانا يتحدث ، وسمعت إليه يتحدث . وسمعت حديثه ، وإلى حديثه ؟

قلت : المعدى بنفسه يفيد الإِدراك ، والمعد بإلى يفيد الإِصغاء مع الإِدراك .

والملأ فى الأصل : الجماعة يجتمعون علىا أمر فيملأون النفوس هيبة ، والمراد بالملأ الأعلى هنا : الملائكة الذين يسكنون السماء .

وسموا بذلك لشرفهم ، ولأنهم فى جهة العلو ، بخلاف غيرهم فإنهم يسكنون الأرض .

وقوله : { وَيُقْذَفُونَ } من القذف بمعنى الرجم والرمى ، و { دُحُوراً } مفعولا لأجله ، أى : يقذفون لأجل الدُّحور ، وهو الطرد والإِبعاد ، مصدر دَحَرَه يدْحَرُهُ دَحْراً ودُحُوراً : إذا طرده وأبعده .

والواصب : الدائم ، من الوصوب بمعنى الدوام ، يقال : وَصَب الشئ يَصِبُ وصُوباً ، إذا دام وثبت ، ومنه قوله : { وَلَهُ الدين وَاصِباً } أى : دائما ثابتا .

والمعنى : إنا زينا السماء الدنيا بنور الكواكب ، وحفظناها - بقدرتنا ورعايتنا - من كل شيطان متجرد من الخير ، فإن هذا الشيطان وأمثاله كلما حاولوا الاستماع إلى الملائكة فى السماء لم نمكنهم من ذلك ، بل قذفناهم ورجمناهم بالشهب والنيران من كل جانب من جوانب السماء ، من أجل أن ندمرهم ونطردهم ونبعدهم عنها ، ولهم منا - فوق كل ذلك - عذاب دائم ثابت لا نهاية له .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ} (9)

فتدحره دحراً ، وله في الآخرة عذاب موصول لا ينقطع .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ} (9)

و «الدحور » الإصغار والإهانة لأن الدحر الدفع بعنف ، وقال مجاهد مطرودين ، وقرأ الجمهور «دُحوراً » ، بضم الدال ، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ، «دَحوراً » بفتح الدال{[9832]} ، و «الواصب » الدائم ، قاله مجاهد وقتادة وعكرمة ، وقال السدي وأبو صالح «الواصب » الموجع ، ومنه الوصب ، والمعنى هذه الحال الغالبة على جميع الشياطين ، إلا من شذ فخطف خبراً ونبأً { فأتبعه شهاب } فأحرقه .


[9832]:قال أبو الفتح ابن جني:"في فتح الدال وجهان: إن شئت كان على ما جاء من المصادر على فَعول. وإن شئت أراد: ويقذفون من كل حانب بداحر، أو بما يدحر،وهذا كأنه الثاني من الوجهين؛ لما فيه من حذف حرف الجر وإرادته، كما قال الشاعر: نغالي اللحم للأضياف نيئا ونرخصه إذا نضج القدير أي: باللحم، ومثله قوله تعالى:{إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله}،أي: أعلم بمن يضل عن سبيله.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ} (9)

وجملة { ولهم عذابٌ واصِبٌ } معترضة بين الجملة المشتملة على المستثنى منه وهي جملة { لا يسمعون إلى الملإ الأعلى } وبين الاستثناء .