ثم قال تعالى {[57057]} : { لا يسمعون إلى الملأ الأعلى } أي : لا يميلون بسمعهم إلى ما تقول الملائكة في {[57058]} السماء للحفيظ الذي في السماء . تقول : سمعت {[57059]} إليه يقول كذا ، أي أملت {[57060]} بسمعي إليه {[57061]} .
قال ابن عباس : هم {[57062]} لا يسمعون وهم لا {[57063]} يتسمعون {[57064]} . فهذا شاهد للتخفيف .
ويدل على قوة قراءة التخفيف قوله تعالى : { إنهم عن السمع لمعزولون } {[57065]} ولم يقل عن التسمع {[57066]} .
ومن قرأ بالتشديد {[57067]}فمعناه : أنهم منعوا من السمع ومن التسمع ، وإذا {[57068]} منعوا من السمع فهم عن التسمع أعظم منعا {[57069]} فالتسمع في النفي أبلغ {[57070]} .
قال ابن عباس : " كانت للشياطين مقاعد في السماء ، وكانوا يسمعون الوحي ، وكانت النجوم لا تجري وكانت الشياطين لا ترمى . قال : فإذا سمعوا الوحي نزلوا إلى الأرض فزادوا في الكلمة تسعا . فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم جعل الشيطان إذا قعد مقعده جاءه شهاب فلم/ يخطئه حتى يحرقه ، قال : فشكوا ذلك إلى إبليس فقال : ما هو إلا من حدث . قال : فبث جنوده فإذا رسول الله {[57071]} قائم يصلي قال : فرجعوا إلى إبليسفأخبروه فقال : هذا الذي حدث " {[57072]} .
ثم قال تعالى {[57073]} : { وبقذفون من كل جانب ، دحورا } أي : ويرمون من كل جانب من السماء دحورا ، ودحورا مصدر دحرته أي {[57074]} دفعته وأبعدته يقال اللهم ادحر عنا {[57075]} الشيطان أي : ادفعه عنا وأبعده .
قال قتادة : " دحورا " قذفا بالشهب {[57076]} .
وقال مجاهد : من كل مكان مطرودين {[57077]} .
فيقذفون مستأنف وليس بمعطوف على يسمعون {[57078]} لأنه نفي ويقذفون أيجاب .
ثم قال : { ولهم عذاب/ واصب } أي : وللشيطان من الله {[57079]} عذاب دائم قاله ابن عباس وقتادة ومجاهد وابن زيد {[57080]} .
وقال أبو صالح والسدي : " واصب " موجع {[57081]} وعلى القول الأول أهل اللغة {[57082]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.