الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ} (9)

قوله : { دُحُوراً } : العامَّةُ على ضم الدال . وفيه أوجهٌ ، المفعولُ له ، أي : لأجلِ الطَّرْد . الثاني : أنه مصدرٌ ل " يُقْذَفُون " أي : يُدْحَرون دُحوراً أو يُقْذَفُون قَذْفاً . فالتجوُّزُ : إمَّا في الأول ، وإمَّا في الثاني . الثالث : أنه مصدرٌ لمقدرٍ أي : يُدْحَرون دُحوراً . الرابع : أنه في موضع الحال أي ذَوي دُحورٍ أو مَدْحورين . وقيل : هو جمعُ داحِر نحو : قاعِد وقُعود . فيكون حالاً بنفسه من غيرِ تأويلٍ . ورُوِي عن أبي عمرٍو أنه قرأ " ويَقْذِفُون " مبنياً لفاعل .

وقرأ علي والسلمي وابن أبي عبلة " دَحورا " بفتح الدال ، وفيها وجهان ، أحدهما : أنها صفةٌ لمصدرٍ مقدرٍ ، أي : قذفاً دَحُورا ، وهو كالصَّبور والشَّكور . والثاني : أنه مصدرٌ كالقَبول والوَلوع . وقد تقدَّم أنه محصورٌ في أُلَيْفاظ .