معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

قوله تعالى : { يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله } حفظ الله أعمالهم ، { ونسوه ، والله على كل شيء شهيد . } .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

وقوله - تعالى - : { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعاً } يصح أن يكون متعلقاً بقوله : { مُّهِينٌ } كما يصح أن يكون منصوباً بفعل مقدر .

أى : اذكر - أيها العاقل - لتتعظ وتعتبر ، يوم يبعث الله - تعالى - هؤلاء الكافرين جميعا من قبورهم ، فينبثهم ويخبرهم بما عملوا من أعمال سيئة .

والمراد بالإنباء فى قوله : { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عملوا } المجازاة والمحاسبة وإنزال حكمه بهم .

وجملة : { أَحْصَاهُ الله } مستأنفة ، لأنها بمنزلة الجواب عما قبلها ، فكأن سائلا سأل وقال : كيف ينبئهم الله بأعمالهم ؟ فكان الجواب : أحصى الله - تعالى - عليهم عملهم ، وسجله عليهم تسجيلا تاما .

وجملة { وَنَسُوهُ } حال من مفعول ( أحصى ) أي : والحال أنهم قد نسوا ما عملوه ، لتهاونهم به حين اقترفوه ، ولاعتقادهم بأنهم لن يسألوا عنه يوم القيامة ، فهم قد أنكروا البعث والحساب والثواب والعقاب .

ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بقوله : { والله على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } أي : والله - تعالى - مشاهد لكل شيء فى هذا الكون ، ولا تخفى عليه خافية من أحوال خلقه .

وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : { وَوُضِعَ الكتاب فَتَرَى المجرمين مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ ياويلتنا مَالِ هذا الكتاب لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

وهي مهانة يوم يبعثهم الله جميعا . مهانة على رؤوس الجموع . وهو عذاب يقوم على حق وبيان لما عملوا . إن كانوا هم قد نسوه فإن الله أحصاه بعلمه الذي لا يند عنه شيء ، ولا يغيب عنه خاف : ( والله على كل شيء شهيد ) . .

وتلتقي صورة الرعاية والعناية ، بصورة الحرب والنكاية ، في علم الله واطلاعه ، وشهوده وحضوره . فهو شاهد حاضر للعون والرعاية ؛ وهو شاهد حاضر للحرب والنكاية . فليطمئن بحضوره وشهوده المؤمنون . وليحذر من حضوره وشهوده الكافرون !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

ثم قال :{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا } وذلك يوم القيامة ، يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ، { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا } أي : يخبرهم{[28391]} بالذي صنعوا من خير وشر{ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ } أي : ضبطه الله وحفظه عليهم ، وهم قد نسوا ما كانوا عليه ، { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } أي : لا يغيب عنه شيء ، ولا يخفى ولا ينسى شيئًا .


[28391]:- (1) في أ: "فيجزيهم".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

{ يوم يبعثهم الله } منصوب ب مهين أو بإضمار اذكر { جميعا } كلهم لا يدع أحدا غير مبعوث أو مجتمعين { فينبئهم بما عملوا } أي على رؤوس الأشهاد تشهيرا لحالهم وتقريرا لعذابهم { أحصاه الله } أحاط به عددا لم يغب منه شيء { ونسوه } لكثرته أو تعاونهم به { والله على كل شيء شهيد } لا يغيب عنه شيء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

وقوله تعالى : { يوم يبعثهم الله } العامل في : { يوم } قوله : { مهين } ، ويحتمل أن يكون فعلاً مضمراً تقديره : اذكر . وقوله : { ونسوه } نسيان على بابه ، لأن الكافر لا يحفظ تفاصيل أعماله ولما أخبر تعالى أنه { على كل شيء شهيد } وقف محمد عليه السلام توقيفاً تشاركه فيه أمته .