فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعاً } الظرف منتصب بإضمار اذكر ، أو بمهين ، أو بما تعلق به اللام من الاستقرار ، أو بأحصاه المذكور بعده ، وانتصاب { جميعاً } على الحال : أي مجتمعين في حالة واحدة ، أو يبعثهم كلهم لا يبقي منهم أحد غير مبعوث { فَيُنَبّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ } أي يخبرهم بما عملوه في الدنيا من الأعمال القبيحة توبيخاً لهم وتبكيتاً ، ولتكميل الحجة عليهم ، وجملة { أحصاه الله وَنَسُوهُ } مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، كأنه قيل كيف ينبئهم بذلك على كثرته واختلاف أنواعه ، فقيل : أحصاه الله جميعاً ولم يفته منه شيء . والحال أنهم قد نسوه ولم يحفظوه ، بل وجدوه حاضراً مكتوباً في صحائفهم { والله على كُلّ شَيْء شَهِيدٌ } لا يخفى عليه شيء من الأشياء ، بل هو مطلع وناظر .