السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

وقوله تعالى : { يوم } منصوب بأذكر كما قاله الزمخشري قال : تعظيماً لليوم أو بلهم أي بالاستقرار الذي تضمنه لوقوعه خبراً أو بفعل مقدّر قدّره أبو البقاء يهانون أو يعذبون أو استقرّ ذلك يوم { يبعثهم الله } أي : الملك الأعظم { جميعاً } أي : حال كونهم مجتمعين ، الكافرين المصرّح بهم والمؤمنين المشار إليهم الرجال والنساء أحياء كما كانوا لا يترك منهم أحد ، وقيل : مجتمعين في حال واحد { فينبئهم } أي : يخبرهم إخباراً عظيماً مستقصى { بما عملوا } تخجيلاً وتوبيخاً وتشهيراً لحالهم { أحصاه الله } أي : أحاط به عدداً وكماً وكيفاً وزماناً ومكاناً بماله من صفات الكمال والجلال { ونسوه } لأنهم تهاونوا به حيث ارتكبوه ولم يبالوا به لضر أو تهم بالمعاصي وإنما تحفظ معظمات الأمور أو لخروجه عن الحدّ في الكثرة فكيف كل واحد على انفراده { والله } أي : بماله من القدرة الشاملة والعلم المحيط { على كل شيء } أي : على الإطلاق { شهيد } أي : حفيظ حاضر لا يغيب ورقيب لا يغفل .