فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

{ يوم يبعثهم الله جميعا } أي يذكر يوم يبعثهم مجتمعين في حالة واحدة أو يبعثهم كلهم لا يبقى منهم أحد غير مبعوث { فينبئهم } أي فيخبرهم { بما عملوا } في الدنيا من الأعمال القبيحة إما ببيان صدورها عنهم توبيخا لهم وتكميلا للحجة عليهم أو بتصويرها في صورة قبيحة هائلة على رؤوس الأشهاد ، تخجيلا لهم وتشهيرا بحالهم وتشديدا لعذابهم . { أحصاه الله } مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل : كيف ينبئهم بذلك مع كثرته واختلاف أنواعه ؟ فقيل : أحصاه الله جميعا ، ولم يفته منه شيء { و } الحال أنهم قد { نسوه } ولم يحفظوه { والله على كل شيء شهيد } تذييل مقرر لإحصائه تعالى ، أي لا يخفى عليه شيء من الأشياء ، بل هو مطلع وناظر .