الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

وقوله سبحانه : { إِنَّ الذين يُحَادُّونَ الله وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ } الآية : نزلت في قوم من المنافقين واليهود ، كانوا يتربَّصُون برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين الدوائرَ ، ويتمنَّون فيهم المكروهَ ، ويتناجون بذلك ؛ وكُبِتَ الرجل : إذا بَقِيَ خَزْيَانَ يُبْصِرُ ما يكره ، ولا يَقْدِرُ على دفعه ، وقال قوم منهم أبو [ عبيدة ] : أصله كبدوا ، أي : أصابهم داء في أكبادهم ، فأُبْدِلَتِ الدَّالُ تاءً ، وهذا غير قويٍّ ، و { الذين مِن قَبْلِهِمْ } : منافقو الأمم الماضية ، ولفظ البخاريِّ : { كُبِتُواْ } : أُحْزِنُوا .

وقوله تعالى : { وللكافرين عَذَابٌ مُّهِينٌ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله } : العامل في { يَوْمَ } قوله : { مُّهِينٌ } ، ويحتمل أنْ يكون فعلاً مُضْمَراً تقديره : اذكر .