معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الماعون

مكية ، وآياتها سبع .

قال مقاتل : نزلت في العاص بن وائل السهمي . وقال السدي ، ومقاتل بن حيان ، وابن كيسان : في الوليد بن المغيرة . قال الضحاك : نزلت في عمرو بن عائذ المخزومي . وقال عطاء عن ابن عباس : في رجل من المنافقين . ومعنى { يكذب بالدين } أي بالجزاء والحساب .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الماعون

مقدمة وتمهيد

1- سورة " الماعون " تسمى –أيضا- سورة " أرأيت " وسورة " الدين " وسورة " التكذيب " ، وهي مكية في قول الجمهور ، وقيل : هي مدنية . . .

قال الآلوسي : هي مكية في قول الجمهور . . وروي عن قتادة والضحاك أنها مدنية ، وقال هبة الله المفسر الضرير : نزل نصفها –الأول- بمكة في العاص بن وائل ، ونصفها –الثاني- بالمدينة في عبد الله بن أبي المنافق .

وعدد آياتها سبع آيات في المصحف العراقي ، وست في المصاحف الباقية . . ( {[1]} ) .

2- ومن أهدافها : التعجيب من حال المشركين ، الذين كذبوا بالبعث ، واعتدوا على اليتامى ، وبخلوا بما آتاهم الله –تعالى- من فضله ، وهجروا الصلاة ، ومنعوا الزكاة .

الاستفهام فى قوله - سبحانه - { أَرَأَيْتَ } للتعجيب من حال هذا الإِنسان الذى بلغ النهاية فى الجهلة والجحود . . ولتشويق السامع ما سيذكر بعد هذا الاستفهام .

والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ولكل من يصلح له . أى : أخبرنى - أيها الرسول الكريم - أرأيت وعرفت أسوأ وأعجب من حال هذا الإِنسان الذى يكذب بيوم الدين ، أي : بيوم البعث والجزاء والحساب ، وينكر ما جئت به من عند ربك من حق وهداية .

مما لا شك فيه أن حال هذا الإِنسان من أعجب الأحوال ، وعاقبته من أسوأ العواقب ! . .

والرؤية في قوله { أَرَأَيْتَ } يحتمل أن تكون بصرية ، فتتعدى لواحد هو الاسم الموصول ، كأنه - تعالى - قال : أأبصرت أسوأ وأعجب من هذا المكذب بيوم الدين .

ويحتمل أن تكون علمية ، فتتعدى لاثنين ، أولهما : الاسم الموصول ، والثانى : محذوف ، والتقدير : أعرفت الذى يكذب بالدين من هو ؟ إننا نحن الذين نعرفك صفاته ، وهى : { فَذَلِكَ الذي يَدُعُّ اليتيم }{ وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين }


[1]:- سورة إبراهيم: الآية 1.
 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الماعون مكية وآياتها سبع

هذه السورة مكية في بعض الروايات ، ومكية مدنية في بعض الروايات [ الثلاث الآيات الأولى مكية والباقيات مدنية ] وهذه الأخيرة هي الأرجح . وإن كانت السورة كلها وحدة متماسكة ، ذات اتجاه واحد ، لتقرير حقيقة كلية من حقائق هذه العقيدة ، مما يكاد يميل بنا إلى اعتبارها مدنية كلها ، إذ أن الموضوع التي تعالجه هو من موضوعات القرآن المدني - وهو في جملته يمت إلى النفاق والرياء مما لم يكن معروفا في الجماعة المسلمة في مكة . ولكن قبول الروايات القائلة بأنها مكية مدنية لا يمتنع لاحتمال تنزيل الآيات الأربع الأخيرة في المدينة وإلحاقها بالآيات الثلاث الأولى لمناسبة التشابه والاتصال في الموضوع . . وحسبنا هذا لنخلص إلى موضوع السورة وإلى الحقيقة الكبيرة التي تعالجها . .

إن هذه السورة الصغيرة ذات الآيات السبع القصيرة تعالج حقيقة ضخمة تكاد تبدل المفهوم السائد للإيمان والكفر تبديلا كاملا . فوق ما تطلع به على النفس من حقيقة باهرة لطبيعة هذه العقيدة ، وللخير الهائل العظيم المكنون فيها لهذه البشرية ، وللرحمة السابغة التي أرادها الله للبشر وهو يبعث إليهم بهذه الرسالة الأخيرة . .

إن هذا الدين ليس دين مظاهر وطقوس ؛ ولا تغني فيه مظاهر العبادات والشعائر ، ما لم تكن صادرة عن إخلاص لله وتجرد ، مؤدية بسبب هذا الإخلاص إلى آثار في القلب تدفع إلى العمل الصالح ، وتتمثل في سلوك تصلح به حياة الناس في هذه الأرض وترقى .

كذلك ليس هذا الدين أجزاء وتفاريق موزعة منفصلة ، يؤدي منها الإنسان ما يشاء ، ويدع منها ما يشاء . . إنما هو منهج متكامل ، تتعاون عباداته وشعائره ، وتكاليفه الفردية والاجتماعية ، حيث تنتهي كلها إلى غاية تعودكلها على البشر . . غاية تتطهر معها القلوب ، وتصلح للحياة ، ويتعاون الناس ويتكافلون في الخير والصلاح والنماء . . وتتمثل فيها رحمة الله السابغة بالعباد .

ولقد يقول الإنسان بلسانه : إنه مسلم وإنه مصدق بهذا الدين وقضاياه . وقد يصلي ، وقد يؤدي شعائر أخرى غير الصلاة ولكن حقيقة الإيمان وحقيقة التصديق بالدين تظل بعيدة عنه ويظل بعيدا عنها ، لأن لهذه الحقيقة علامات تدل على وجودها وتحققها . وما لم توجد هذه العلامات فلا إيمان ولا تصديق مهما قال اللسان ، ومهما تعبد الإنسان !

إن حقيقة الإيمان حين تستقر في القلب تتحرك من فورها [ كما قلنا في سورة العصر ] لكي تحقق ذاتها في عمل صالح . فإذا لم تتخذ هذه الحركة فهذا دليل على عدم وجودها أصلا . وهذا ما تقرره هذه السورة نصا . .

( أرأيت الذي يكذب بالدين ? فذلك الذي يدع اليتيم ، ولا يحض على طعام المسكين ) . .

إنها تبدأ بهذا الاستفهام الذي يوجه كل من تتأتى منه الرؤية ليرى : ( أرأيت الذي يكذب بالدين ? )وينتظر من يسمع هذا الاستفهام ليرى إلى أين تتجه الإشارة وإلى من تتجه

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

سورة الماعون مكية .

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

سورة الماعون مكية في قول عطاء وجابر، ومدنية في قول ابن عباس وقتادة .

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وهي مكية بلا خلاف علمته ، وقال الثعلبي : هي مدنية .

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هذه السورة مكية في بعض الروايات ، ومكية مدنية في بعض الروايات [ الثلاث الآيات الأولى مكية والباقيات مدنية ] وهذه الأخيرة هي الأرجح . وإن كانت السورة كلها وحدة متماسكة ، ذات اتجاه واحد ، لتقرير حقيقة كلية من حقائق هذه العقيدة ، مما يكاد يميل بنا إلى اعتبارها مدنية كلها ، إذ أن الموضوع التي تعالجه هو من موضوعات القرآن المدني - وهو في جملته يمت إلى النفاق والرياء مما لم يكن معروفا في الجماعة المسلمة في مكة . ولكن قبول الروايات القائلة بأنها مكية مدنية لا يمتنع لاحتمال تنزيل الآيات الأربع الأخيرة في المدينة وإلحاقها بالآيات الثلاث الأولى لمناسبة التشابه والاتصال في الموضوع . . وحسبنا هذا لنخلص إلى موضوع السورة وإلى الحقيقة الكبيرة التي تعالجها . .

إن هذه السورة الصغيرة ذات الآيات السبع القصيرة تعالج حقيقة ضخمة تكاد تبدل المفهوم السائد للإيمان والكفر تبديلا كاملا . فوق ما تطلع به على النفس من حقيقة باهرة لطبيعة هذه العقيدة ، وللخير الهائل العظيم المكنون فيها لهذه البشرية ، وللرحمة السابغة التي أرادها الله للبشر وهو يبعث إليهم بهذه الرسالة الأخيرة . .

إن هذا الدين ليس دين مظاهر وطقوس ؛ ولا تغني فيه مظاهر العبادات والشعائر ، ما لم تكن صادرة عن إخلاص لله وتجرد ، مؤدية بسبب هذا الإخلاص إلى آثار في القلب تدفع إلى العمل الصالح ، وتتمثل في سلوك تصلح به حياة الناس في هذه الأرض وترقى .

كذلك ليس هذا الدين أجزاء وتفاريق موزعة منفصلة ، يؤدي منها الإنسان ما يشاء ، ويدع منها ما يشاء . . إنما هو منهج متكامل ، تتعاون عباداته وشعائره ، وتكاليفه الفردية والاجتماعية ، حيث تنتهي كلها إلى غاية تعود كلها على البشر . . غاية تتطهر معها القلوب ، وتصلح للحياة ، ويتعاون الناس ويتكافلون في الخير والصلاح والنماء . . وتتمثل فيها رحمة الله السابغة بالعباد .

ولقد يقول الإنسان بلسانه : إنه مسلم وإنه مصدق بهذا الدين وقضاياه . وقد يصلي ، وقد يؤدي شعائر أخرى غير الصلاة ولكن حقيقة الإيمان وحقيقة التصديق بالدين تظل بعيدة عنه ويظل بعيدا عنها ، لأن لهذه الحقيقة علامات تدل على وجودها وتحققها . وما لم توجد هذه العلامات فلا إيمان ولا تصديق مهما قال اللسان ، ومهما تعبد الإنسان !

إن حقيقة الإيمان حين تستقر في القلب تتحرك من فورها [ كما قلنا في سورة العصر ] لكي تحقق ذاتها في عمل صالح . فإذا لم تتخذ هذه الحركة فهذا دليل على عدم وجودها أصلا . وهذا ما تقرره هذه السورة نصا . .

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

سميت هذه السورة في كثير من المصاحف وكتب التفسير سورة الماعون، لورود لفظ الماعون فيها دون غيرها .

وسميت في بعض التفاسير سورة أرأيت، وكذلك في مصحف من مصاحف القيروان في القرن الخامس ، وكذلك عنونها في صحيح البخاري .

وعنونها ابن عطية بسورة أرأيت الذي . وقال الكواشي في التلخيص سورة الماعون والدين وأرأيت ، وفي الإتقان وتسمى سورة الدين، وفي حاشيتي الخفاجي وسعدي تسمى سورة التكذيب، وقال البقاعي في نظم الدرر تسمى سورة اليتيم . وهذه ستة أسماء .

وهي مكية في قول الأكثر . وروي عن ابن عباس ، وقال القرطبي عن قتادة : هي مدنية . وروي عن ابن عباس أيضا . وفي الإتقان : قيل نزلت ثلاث أولها بمكة أي إلى قوله { المسكين } وبقيتها نزلت بالمدينة ، أي بناء على أن قوله { فويل للمصلين } إلى آخر السورة أريد بها المنافقون وهو مروي عن ابن عباس، وقاله هبة الله الضرير وهو الأظهر ...

أغراضها:

من مقاصد التعجيب من حال من كذبوا بالبعث وتفظيع أعمالهم من الاعتداء على الضعيف واحتقاره والإمساك عن إطعام المسكين ، والإعراض عن قواعد الإسلام من الصلاة والزكاة لأنه لا يخطر بباله أن يكون في فعله ذلك ما يجلب له غضب الله وعقابه .

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ أرأيت الذي يكذب بالدين } يعني بالحساب ...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يعني تعالى ذكره بقوله : { أرأَيْتَ الّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ } أرأيت يا محمد الذي يكذّب بثواب الله وعقابه ، فلا يطيعه في أمره ونهيه .

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{ أرأيت } حرف يستعمل في موضع السؤال والاستفهام ، ويجوز أن يكون استعماله على وجه التقرير على السائل لما يراد إعلامه...

اعلم أن { الذي يدع اليتيم } { ولا يحض على طعام المسكين } هو الذي يكذب بالدين ، قال أهل التأويل جميعا : { يكذب بالدين } أي بالحساب والبعث . ... وجائز أن يكون { يكذب بالدين } الذي يظهر لك ، ولا يحقق . فإن كان في المنافقين } لأن أهل النفاق كانوا يكذبون فهو من يظهر الموافقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين . وإن كان في أهل الكفر ، فهو في الرؤساء منهم ، فتكذيبهم بالدين ، هو ما كانوا يظهرون لأتباعهم من الجهد والشدة ، يموّهون بذلك على أتباعهم ليقع عندهم أن الذي هم عليه حق ، وأن الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم باطل ، فيكذبون بالدين الذي يرون من أنفسهم ، ويظهرون بالتمويهات التي يموهون بها عليهم ، فكيف إن كانت نزلت في المنافقين ، أو في أهل الكفر ، أو في الذي كذب بالحساب والبعث ، أو في الذي ذكرنا أنه يظهر خلاف ما يضمر ؟ . فيه عظة وتنبيه للمؤمنين وزجر لهم عن مثل صنيعهم ؛ لأنه نعت الذي كذب بالدين ؛ إذ كان المراد به الحساب أو الدين نفسه حين قال : { فذلك الذي يدع اليتيم } { ولا يحض على طعام المسكين } كأنه قال : { الذي يكذب بالدين } هو { الذي يدع اليتيم } أي يظلم اليتيم ، وحقه يمنع { ولا يحض على طعام المسكين } يقول- والله أعلم- للمؤمنين : لا تظلموا اليتيم ، ولا تمنعوا حقه ، ولا تسيئوا صحبة اليتيم كما فعل من كذب بالدين ، وما حض على طعام المسكين ، يصف بخلهم واستهانتهم باليتيم والمساكين ، وسوء معاملتهم التي عاملوها ، يعظ المؤمنين ويزجرهم عن ذلك . وجائز أن يكون قوله تعالى : { ولا يحض على طعام المسكين } لما عندهم أن من أعطي المال ، ووسع عليه الدنيا ، إنما أعطي ذلك لكرامة له عند الله تعالى ، ومن ضيق عليه ، ومنع ذلك عنه ، لهوان له عنده وحقارة ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

... والمعنى : هل عرفت الذي يكذب بالجزاء من هو ؟ إن لم تعرفه .

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

... قال ابن عباس : { بالدين } : بحكم الله . وقال مجاهد : بالحساب ، وقيل : بالجزاء ، وقيل : بالقرآن . ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ أرأيت } أي أخبرني يا أكمل الخلق { الذي يكذب } أي يوقع التكذيب لمن يخبره كائناً من كان { بالدين } أي الجزائي الذي يكون يوم البعث الذي هو محط الحكمة وهو غاية الدين التكليفي الآمر بمعالي الأخلاق ، الناهي عن سيئها ، ومن كذب بأحدهما كذب بالآخر ، ولما كان فعل الرؤية بمعنى أخبرني ، المتعدي إلى مفعولين ، كان تقدير المفعول الثاني : أليس جديراً بالانتقام منه ....{ أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم } أي إن هذه الصفات من دفع اليتيم وبعد الشفقة عليه ، وعدم الحض على إطعامه ، والسهو عن الصلاة ، والمراءاة بالأعمال ، ومنع الحاجات ، إن هذه كلها من شأن المكذب بالحساب والجزاء ؛ لأن نفع البعد عنها إنما يكون إذ ذاك ، فمن صدق به جرى في هذه الخصال على السنن المشكور والسعي المبرور ، ومن كذب به لم يبال بها وتأبط جميعها ، فتنزهوا أيها المؤمنون عنها ، فليست من صفاتكم في أصل إيمانكم الذي بايعتم عليه ، فمن تشبه بقوم فهو منهم ، فاحذروا هذه الرذائل ، فإن دع اليتيم من الكبر الذي أهلك أصحاب الفيل ، وعدم الحض على إطعامه فإنما هو فعل البخيل الذي يحسب أن ماله أخلده ، والسهو عن الصلوات من ثمرات إلهاء التكاثر ، والشغل بالأموال والأولاد ، فنهى عباده عن هذه الرذائل التي يثمرها ما تقدم ، والتحمت السور . انتهى .

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

{ أَرَأيْتَ الذي يُكَذّبُ بالدين } استفهامٌ أريدَ بهِ تشويقُ السامعِ إلى معرفةِ مَنْ سيقَ لَهُ الكلاَمُ ، والتعجيبُ منْهُ . والخطابُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم . وقيلَ : لكُلِّ عاقلٍ ، والرؤيةُ بمَعْنى المَعْرفةِ ، وقُرِئَ ( أرأيتَكَ ) بزيادةِ حَرْفِ الخطابِ . ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وهذا إيذان بأن الإِيمان بالبعث والجزاء هو الوازع الحق الذي يغرس في النفس جذور الإقبال على الأعمال الصالحة حتى يصير ذلك لها خلقاً إذا شبت عليه ، فزكت وانساقت إلى الخير بدون كلفة ولا احتياج إلى آمر ولا إلى مخافة ممن يقيم عليه العقوبات حتى إذا اختلى بنفسه وآمن الرقباء جاء بالفحشاء والأعمال النَّكراء . والرؤية بصرية يتعدى فعلها إلى مفعول واحد ، فإن المكذبين بالدين معروفون وأعمالهم مشهورة ، فنزّلت شهرتهم بذلك منزلة الأمر المبصَر المشاهد .

التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :

الدين : كناية عن يوم الآخرة والحساب . ... إنذار وسوء دعاء على الذين يصلون وقلوبهم لاهية عما هم فيه . والذين يصدرون في عبادتهم وأعمالهم أمام الله والناس عن رياء وخداع . والذين يمنعون عونهم وبرهم ، أو ماعونهم عن المحتاجين إليه . ...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{ أَرَأيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ } من هؤلاء المنافقين الذين لا يؤمنون بالجزاء في يوم القيامة ، أو لا يؤمنون بالدين كله في عقيدته وفي شريعته التي تدعو إلى أن يحمل الإنسان مسؤوليّة الفئات المحرومة في الأمة ، ليمنحهم ، من جهده ، ومن ماله ، ....أرأيت يا محمد ، ويا كلَّ من يتحرك في الحياة على خط محمد( صلى الله عليه وسلم ) ، هذا الإنسان كيف يتحرك في المجتمع ، وكيف يعبّر عن واقعه الداخلي ، وكيف يكذّب عمله ما يدّعيه من الإيمان في الصورة الخارجية من حياته ؟ ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

إنكار المعاد وآثاره المشؤومة : هذه السّورة المباركة تبدأ بسؤال موجّه للنّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الآثار المشؤومة لإنكار المعاد وتقول : { أرأيت الذي يكذب بالدين } .