الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية ، في قول عطاء وجابر وأحد قولي ابن عباس . ومدنية ، في قول له آخر ، وهو قول قتادة وغيره . وهي سبع آيات .

فيه ست مسائل :

الأولى- قوله تعالى : { أرأيت الذي يكذب بالدين } أي بالجزاء والحساب في الآخرة ، وقد تقدم في " الفاتحة " . و{ أرأيت } بإثبات الهمزة الثانية ؛ إذ لا يقال{[16463]} في أرأيت : ريت ، ولكن ألف الاستفهام سهلت الهمزة ألفا ، ذكره الزجاج . وفي الكلام حذف ، والمعنى : أرأيت الذي يكذب بالدين : أمصيب هو أم مخطئ ؟ واختلف فيمن نزل هذا فيه ، فذكر أبو صالح عن ابن عباس قال : نزلت في العاص بن وائل السهمي ، وقاله الكلبي ومقاتل . وروى الضحاك عنه قال : نزلت في رجل من المنافقين . وقال السدي : نزلت في الوليد بن المغيرة . وقيل : في أبي جهل . الضحاك : في عمرو بن عائذ . قال ابن جريج : نزلت في أبي سفيان ، وكان ينحر في كل أسبوع جزورا ، فطلب منه يتيم شيئا ، فقرعه بعصاه ، فأنزل الله هذه السورة .


[16463]:راجع جـ 1 ص 143.