السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الدين ، وتسمى سورة الماعون ، مكية في قول عطاء وجابر وأحد قولي ابن عباس رضي الله عنهما ، ومدنية في قول له آخر ، وهو قول قتادة وغيره ، وهي سبع آيات ، وخمس وعشرون كلمة ، ومائة وثلاثة وعشرون حرفاً .

{ بسم الله } الذي له كل كمال { الرحمن } الذي عم جميع عباده بالنوال { الرحيم } الذي خص أولياءه بنعمة الإفضال .

وقوله تعالى : { أرأيت } استفهام معناه التعجب . وقرأ نافع بتسهيل الهمزة بعد الراء ، ولورش أيضاً إبدالها ألفاً ، وأسقطها الكسائيّ . قال الزمخشريّ : وليس بالاختيار ؛ لأن حذفها مختص بالمضارع ، ولم يصح عن العرب ( ريت ) ، ولكن الذي سهل من أمرها وقوع حرف الاستفهام في أول الكلام ، ونحوه :

صاح هل ريت أو سمعت براع *** رد في الضرع ما قرى في الحلاب

وخففها الباقون ، والمعنى : أرأيت { الذي يكذب } أي : يوقع التكذيب لمن يخبره كائناً من كان { بالدين } أي : بالجزاء والحساب ، أي : هل عرفته أم لم تعرفه .