فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الماعون

ويقال سورة الدين ، ويقال سورة الماعون ، ويقال سورة اليتيم ، وهي سبع آيات وهي مكية في قول عطاء وجابر ، وأحد قولي ابن عباس ، ومدنية في قول قتادة وآخرين .

الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل من يصلح له . والاستفهام لقصد التعجيب من حال من يكذب بالدين . والرؤية : بمعنى المعرفة ، والدين : الجزاء والحساب في الآخرة . قيل : وفي الكلام حذف ، والمعنى : أرأيت الذي يكذب بالدين أمصيب هو أم مخطئ . قال مقاتل ، والكلبي : نزلت في العاص بن وائل السهمي . وقال السدي : في الوليد بن المغيرة . وقال الضحاك : في عمرو بن عائذ . وقال ابن جريج في أبي سفيان . وقيل : في رجل من المنافقين . قرأ الجمهور : { أرأيت } بإثبات الهمزة الثانية . وقرأ الكسائي بإسقاطها . قال الزجاج : لا يقال في «رأيت » : ريت ، ولكن ألف الاستفهام سهلت الهمزة ألفاً . وقيل الرؤية : هي البصرية ، فيتعدّى إلى مفعول واحد ، وهو الموصول : أي أبصرت المكذب . وقيل : إنها بمعنى أخبرني ، فيتعدى إلى اثنين . الثاني محذوف ، أي من هو ؟

/خ7