فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة أرأيت

ويقال لها : سورة الدين ، وسورة الماعون ، وسورة اليتيم . وهي ست ، أو سبع آيات . وهي مكية في قول عطاء وجابر وأحد قولي ابن عباس ، ومدنية في قول قتادة وآخرين . وعن ابن عباس : نزلت بمكة ، وعن ابن الزبير مثله ، وقيل : نصفها الأول مكي ، ونصفها الثاني مدني ، والأول في العاص بن وائل ، والثاني في عبد الله بن أبي بن سلول . وقال مقاتل والكلبي : نزلت في العاص بن وائل السهمي ، وقال السدي : في الوليد بن المغيرة ، وقال الضحاك : في عمرو بن عائذ ، وقال ابن جريج : في أبي سفيان ، وقيل : في رجل من المنافقين .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ أرأيت } الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو لكل من يصلح له ، والاستفهام لقصد التعجيب من حال { الذي يكذب بالدين } أي بالجزاء والحساب في الآخرة . وقال ابن عباس : بحكم الله .

قرأ الجمهور { أرأيت } بإثبات الهمزة الثانية ، وقرئ بإسقاطها . قال الزجاج : لا يقال في رأيت ريت ، ولكن ألف الاستفهام سهلت الهمزة ألفا ، والرؤية بمعنى المعرفة ، وقيل : هي البصرية ، فتتعدى إلى مفعول واحد ، وهو الموصول ، أي أبصرت المكذب . وقيل : إنها بمعنى أخبرني ، فتتعدى إلى مفعولين ، الثاني محذوف ، أي من هو ، والأول أولى . قيل : وفي الكلام حذف ، والمعنى { أرأيت الذي يكذب بالدين } أمصيب هو أم مخطئ .