الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

قرأ الكسائي :{ أرَيْتَ } بسقوطِ الهمزةِ . وقد تقدَّم تحقيقُه في سورة الأنعام . وقال الزمخشري : " وليس بالاختيارِ ؛ لأنَّ حَذْفَها مختصٌّ بالمضارعِ ، ولم يَصِحَّ عن العرب " رَيْتَ " . والذي سَهَّلَ مِنْ أمرِها وقوعُ حرفِ الاستفهامِ في أولِ الكلامِ ونحوُه :

صاحِ هل رَيْتَ أو سَمِعْتَ براعٍ *** رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرى في العِلابِ

وفي { أَرَأَيْتَ } هذه وجهان : أحدهما : أنَّها بَصَرِيَّةُ ، فتتعدَّى لواحدٍ وهو الموصولُ ، كأنه [ قال ] : أبْصَرْتَ المكذِّبَ . والثاني : أنَّها بمعنى : أَخْبِرْني ، فتتعدَّى لاثنينِ ، فقدَّره الحوفيُّ : " أليس مُسْتَحِقَّاً للعذابِ " . والزمخشريُّ " مَنْ هو " . ويَدُلُّ على ذلك قراءةُ عبدِ الله " أَرَأَيْتَك " بكافِ الخطابِ ، والكافُ لا تَلْحْقُ البَصَريَّةَ .