( سورة الماعون مكية . وقيل : مدنية . حروفها مائة وخمسة عشر ، كلمها خمس وعشرون ، آياتها سبع ) .
التفسير : هذا مثال آخر لكون الإنسان في خسر . قال ابن جريج : نزلت في أبي سفيان ، كان ينحر جزورين في كل أسبوع ، فأتاه يتيم فسأله لحماً ، فقرعه بعصاه . وقال مقاتل : نزلت في العاص بن وائل السهمي ، وما كان من صفته الجمع بين التكذيب بيوم القيامة والإتيان بالأفعال القبيحة . وعن السدي : نزلت في الوليد بن المغيرة ، وقيل : في أبي جهل . حكى الماوردى أنه كان وصياً ليتيم فجاءه وهو عريان أن يسأله شيئاً من مال نفسه ، فدفعه ولم يعبأ به ، فأيس الصبي ، فقال له أكابر قريش استهزاء : قل لمحمد يشفع لك . فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم والتمس منه الشفاعة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد محتاجاً ، فذهب معه إلى أبي جهل ، فقام أبو جهل ورحب به ، وبذل المال لليتيم ، فعيره قريش فقالوا : صبأت ، فقال : لا والله ما صبأت ، لكن رأيت عن يمينه وعن يساره حربة خفت إن لم يطعنها فيّ . وقال كثير من المفسرين : إنه عام لكل من كان مكذباً بيوم الدين ، والمعنى : هل عرفت الذي يكذب الجزاء من هو ، فإن لم تعرفه فهو الذي يدع اليتيم ، وذلك لأن إقدام الإنسان على الطاعات وإحجامه عن المحظورات إنما يكون للرغبة في الثواب أو الرهبة من العقاب . فإذا كان منكراً للقيامة لم يترك شيئاً من المشتهيات واللذات ، فإنكار المعاد كالأصل لجميع أنواع الكفر والمعاصي ، والغرض منه لتعجيب كقولك : " أرأيت فلاناً ماذا ارتكب " ، والخطاب لكل عاقل ، أو للرسول صلى الله عليه وسلم . وقيل : الدين هاهنا هو الإسلام ؛ لأنه عند الإطلاق يقع عليه وسائر الأديان كلادين ، أو يتناولها مع التقييد كقولك " دين النصارى أو اليهود " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.