الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة أرأيت( {[1]} ) مكية( {[2]} )

قوله تعالى : { أرايت الذي يكذب بالدين } إلى آخرها .

يجوز ، أن تكون " أرأيت " من رؤية العين ، فلا يقدر في الكلام حذف( {[77796]} ) . ويجوز أن يكون من رؤية القلب ، فتُقًدّرُ( {[77797]} ) الحذف للمفعول( {[77798]} ) الثاني ، والتقدير على ذلك : أرأيت الذي يكذب بالدين يعدا ظهر له من البراهين ، أليس مستحقا عذاب الله( {[77799]} ) ؟ . . . والمعنى : أرأيت –يا محمد- الذي يكذب بثواب الله وعقابه ؟   ! فلا تطعه في أمره ونهيه( {[77800]} ) . قال ابن عباس : { الذي يكذب بالدين } أي : بحكم الله جل ذكره( {[77801]} ) . وقال ابن جريج { بالدين } : بالحساب( {[77802]} ) .

[ والدين ] ( {[77803]} ) عند أهل اللغة في هذا وشبهه بمعنى الجزاء ، كما قال { ملك يوم الدين }( {[77804]} ) ، أي : يوم الجزاء ، ومنه قوله : كما تدين تدان ، أي كما تجزي تجازي( {[77805]} ) .

فالمعنى( {[77806]} ) : أرأيت يا محمد هذا الذي يكذب بالجزاء فلا يعمل خيرا ولا ينتهي عن شر ، فهو الذي يدع اليتيم ، أي : يدفعه ، لأنه لا ينتظر عقاباً على عمله( {[77807]} ) ولا جزاء .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[77796]:انظر: إعراب النحاس: 5/296 وذكره ابن الأنباري في إعرابه: 2/538
[77797]:ث: فتقدير.
[77798]:م: لمفعول.
[77799]:انظر: إعراب النحاس: 5/296.
[77800]:انظر: جامع البيان: 30/310.
[77801]:المصدر السابق.
[77802]:جامع البيان: 30/310.
[77803]:الفاتحة: 3.
[77804]:م: والذين.
[77805]:أ: تجازي تجازي، وانظر: اللسان (دين) قال: "ومنه: الديان في صفة الله".
[77806]:أ: المعنى.
[77807]:أ، ث: فعله.