أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩} (19)

{ كلا } ردع أيضا للناهي { لا تطعه } أي اثبت أنت على طاعتك { واسجد } داوم على سجودك { واقترب } وتقرب إلى ربك ، وفي الحديث : " أقرب ما يكون العبد إلى ربه إذا سجد " .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قرأ سورة العلق أعطي من الأجر كأنما قرأ المفصل كله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩} (19)

ثم قال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : [ كلا ] ردا على قول هذا الكافر وأفعاله [ لا تطعه ] أي : لا تلتفت إلى نهيه وكلامه ، ( واسجد ) لربك ، ( واقترب ) إليه بسجودك وبالطاعة وبالأعمال الصالحة ، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أقرب ما يكون العبد من ربه إذا سجد ، فأكثروا من الدعاء في السجود ، فقمن أن يستجاب لكم ){[11915]} وقاله مجاهد ، قال : ألم تسمعوا ( واسجد واقترب ) ، وروى ابن وهب عن جماعة من أهل العلم أن قوله تعالى : [ واسجد ] خطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وأن [ واقترب ] خطاب لأبي جهل ، أي إن كنت تجترىء حتى ترى كيف تهلك .

وهذه السورة فيها سجدة عند جماعة من أهل العلم منهم ابن وهب من أصحاب مالك .

كمل تفسير سورة القلم والحمد لله رب العالمين .


[11915]:أخرجه مسلم في الصلاة والنسائي في المواقيت، والترمذي في الدعوات، وأحمد في مسنده (2/421)، ولفظه كما في مسند أحمد (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)، أما الجملة الأخيرة فقد وردت في حديث آخر أخرجه الإمام أحمد أيضا في مسنده وهو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد رفعه، أنه صلى الله عليه وسلم نهي أن يقرأ القرآن وهو راكع، وقال: (إذا ركعتم فعظموا الله، وإذا سجدتم فادعوا، فقمن أن يستجاب لكم) ومعنى "قمن" و "فمن" : جدير وخليق. والحديث ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" وزاد نسبته إلى أبي داود، ثم رمز له بأنه حديث صحيح.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩} (19)

{ كلاّ }

و { كَلاّ } ردع لإِبطال ما تضمنه قوله : { فليدع ناديه } ، أي وليس بفاعل ، وهذا تأكيد للتحدّي والتعجيز .

وكتب { سندع } في المصحف بدون واو بعد العين مراعاة لحالة الوصل ، لأنها ليست محل وقف ولا فاصلة .

{ لاَ تُطِعْهُ واسجد واقترب } .

هذا فذلكة للكلام المتقدم من قوله : { أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى } [ العلق : 9 ، 10 ] ، أي لا تترك صلاتك في المسجد الحرام ولا تخش منه .

وأطلقت الطاعة على الحذر الباعث على الطاعة على طريق المجاز المرسل ، والمعنى : لا تخفه ولا تحذره فإنه لا يَضرك .

وأكد قوله : { لا تطعه } بجملة { واسجد } اهتماماً بالصلاة .

وعطف عليه { واقترب } للتنويه بما في الصلاة من مرضاة الله تعالى بحيث جعل المصلّي مقترباً من الله تعالى .

والاقتراب : افتعال من القرب ، عبر بصيغة الافتعال لما فيها من معنى التكلف والتطلب ، أي اجتهد في القرب إلى الله بالصلاة .