قوله : { كَلاَّ } أي : ليس الأمر كما يظنه أبو جهل «لا تُطِعْهُ » فيما دعاك إليه من ترك الصلاة «واسْجُدْ » ، أي : صل لله «واقْتَرِبْ » أي : اقترب إلى الله بالطَّاعة والعبادة .
وقيل : المعنى : إذا سجدت اقترب من الله بالدعاء .
قال صلى الله عليه وسلم : «أمَّا الرُّكوعُ فعَظَّمُوا فِيْهِ الربَّ تعالى ، وأمَّا السُّجُود فاجْتَهدُوا في الدُّعَاءِ ، فقمن أنْ يُسْتجابَ لَكُمْ »{[60571]} .
وقال صلى الله عله وسلم : «أقْرَبُ ما يَكُونُ العبدُ مِنْ ربِّه وهُوَ سَاجِدٌ »{[60572]} .
فالسجود في قوله تعالى : { واسجد واقترب } يحتمل أن يكون بمعنى السجود في الصلاة ، ويحتمل أن يكون سجود التلاوة في هذه السورة .
وقال ابن العربي : والظاهر أنه سجود الصلاة ؛ لقوله تعالى : { أَرَأَيْتَ الذي ينهى عَبْداً إِذَا صلى } إلى قوله : { كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ واسجد واقترب } ، لولا ما ثبت في الصحيح من رواية مسلم ، وغيره من الأئمة عن أبي هريرة ، أنه قال : سجدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في «إذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ » وفي { اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ } سجدتين{[60573]} ، فكان هذا نصًّا على أن المراد سجود التلاوةِ .
روى الثعلبي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأ : { اقرأ باسم رَبِّكَ } ، فكأنَّمَا قَرَأ المفصل كُلَّهُ »{[1]} والله تعالى أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.