{ كلا لا تُطِعْهُ } قال أبو هريرة : كلا لا تطع أبا جهل في أمره .
أحدهما : لا تقبل قوله إن داراك ، ولا رأيه إن قاربك .
الثاني : لا تجبه عن قوله ، ولا تقابله على فعله ، ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اللهم لا تطع فينا مسافراً " أي لا تجب دعاءه ؛ لأن المسافر يدعو بانقطاع المطر ، فلو أجيبت دعوته لهلك الناس .
{ واسْجُدْ واقْتَرِبْ }{[3307]} فيه وجهان :
أحدهما : اسجد أنت يا محمد مصلياً ، واقترب أنت يا أبا جهل من النار ، قاله زيد بن أسلم .
الثاني : اسجد أنت يا محمد في صلاتك لتقرب من ربك ، فإن أقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى إذا سجد له .
وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : أنزل في أبي جهل أربع وثمانون آية ، وأنزل في الوليد بن المغيرة مائة وأربع آيات ، وأنزل في النضر بن الحارث اثنتان وثلاثون آية .
وإذا كانت هذه أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الأكثرين فقد روى في ترتيب السور بمكة والمدينة أحاديث ، أوفاها ما رواه آدم ابن أبي أناس عن أبي شيبة شعيب بن زريق عن عطاء الخراساني قال : بلغنا أن هذا ما نزل من القرآن بمكة والمدينة الأول فالأول ، فكان أول ما نزل فيما بلغنا : " اقرأ باسم ربك " ثم " ن والقلم " ، " المزمل " ، " المدثر " ، " تبّت " ، " إذا الشمس كورت " ، " سبّح اسم ربك " ، " الليل " ، " الفجر " ، " الضحى " ، " ألم نشرح " ، " العصر " ، " العاديات " ، " الكوثر " ، " ألهاكم " ، " أرأيت " ، " الكافرون " ، " الفيل " ، " الفلق " ، " الإخلاص " ، " النجم " ، " عبس " ، " القدر " ، " والشمس " ، " " ، " التين " ، " لإيلاف " ، " القارعة " ، " القيامة " ، " الهُمزة " ، " المرسلات " ، " ق " ، " البلد " ، " الطارق " ، " القمر " ، " ص " ، " الأعراف " ، " قل أوحي " ، " يس " ، " الفرقان " ، " الملائكة " {[2]} ، " مريم " ، " طه " ، " الواقعة " ، " الشعراء " ، " النمل " ، " القصص " ، " بنو{[3]} إسرائيل " ، " يونس " ، " هود " ، " يوسف " ، " الحجر " ، " الأنعام " ، " الصافات " ، " لقمان " ، " سبأ " ، " الزمر " ، " المؤمن " {[4]} ، " حم السجدة " {[5]} ، " عسق " {[6]} ، " الزخرف " ، " الدخان " ، " الجاثية " ، " الأحقاف " ، " الذاريات " ، " الغاشية " ، " الكهف " ، " النحل " ، " نوح " ، " إبراهيم " ، " الأنبياء " ، " قد أفلح " {[7]} ، " السجدة " ، " الطور " ، " الملك " ، " الحاقة " ، " سأل سائل " ، " النبأ " ، " النازعات " ، " الانفطار " ، " الانشقاق " ، " الروم " ، " العنكبوت " ، " المطففين " .
فهذه خمس وثمانون سورة نزلت بمكة .
وكان فيما نزل بالمدينة البقرة ، ثم " الأنفال " ، " آل عمران " ، " الأحزاب " ، " الممتحنة " ، " النساء " ، " الزلزلة " ، " الحديد " ، " سورة محمد " ، " الرعد " ، " الرحمن " ، " هل أتى " ، " الطلاق " ، " لم يكن " ، " الحشر " ، " النصر " ، " النور " ، " الحج " ، " المنافقون " ، " المجادلة " ، " الحجرات " ، " التحريم " {[8]} ، " الجمعة " ، " الصف " ، " الفتح " ، " المائدة " ، " براءة " .
فهذه سبع وعشرون سورة نزلت بالمدينة .
ولم تكن الفاتحة والله أعلم ضمن ما ذكره ، وقد اختلف الناس في نزول السور اختلافاً كثيراً ، لكن وجدت هذا الحديث أوفى وأشفى فذكرته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.