تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩} (19)

قال :{ كلا لا تطعه واسجد واقترب } آية لأنهم كانوا يبدؤون بالسجود ، ثم بعد السجود بالركوع ، ثم بعد الركوع بالقيام ، فكانوا يقومون ، ويطلبون المسألة من آلهتهم فأمر الله تعالى أن يسجدوا ويقتربوا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد ، ثم يركع ، ثم يقوم ، فيدعو الله تعالى ويحمد فخالف الله تعالى على المشركين بعد ذلك ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدأ بالقيام ، ثم بالركوع ، ثم السجود .

قال :{ فليدع ناديه } يعني ناصره { سندع الزبانية } يعني خزنة جهنم أرجلهم في الأرضين السفلى ورءوسهم في السماء { كلا لا تطعه } يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : لا تطع أبا جهل في أن تترك الصلاة ، { واسجد } يقول : وصل لله عز وجل { واقترب } إليه بإطاعة ، فلما سمع أبو جهل ذكر الزبانية ، قال : قد جاء وعد الله وانصرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد كان هم به ، فلما رجع قالوا له : يا أبا الحكم خفته ؟ قال : لا ، ولكني خفت الزبانية .