فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩} (19)

ثم كرر سبحانه الردع والزجر فقال { كلا لا تطعه } فيما دعاك إليه من ترك الصلاة { واسجد } أي صل لله غير مكترث به ، ولا مبال بنهيه { واقترب } أي تقرب إليه سبحانه بالطاعة والعبادة ، وقيل : المعنى إذا سجدت فاقترب من الله بالدعاء ، وقال زيد ابن أسلم : واسجد أنت يا محمد ، واقترب أنت يا أبا جهل من النار ، والأولى أولى .

والسجود هذا الظاهر أن المراد به الصلاة ، وعبر عنها بالسجود ؛ لأنه أفضل أركانها بعد القيام ، وقيل : سجود التلاوة ، ويدل على هذا ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من السجود عند تلاوة هذه الآية ، وقد قدمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد في { إذا السماء انشقت } وفي { اقرأ باسم ربك الذي خلق } وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فاكثروا من الدعاء " أخرجه مسلم .