{ كلا } ردع للناهي بعد ردع وزجر إثر زجر { لا تطعه } أي لا تطع ذاك الطاغي إذا نهاك عن عبادة ربك ، قال الزمخشري : أي اثبت على ما أنت عليه من عصيانه ، كقوله {[7519]} { فلا تطع المكذبين } { واسجد واقترب } أي صل لربك ، وتقرب منه بالعبادة ، وتحبب إليه بالطاعة ، وفي ( صحيح مسلم ) {[7520]} عن أبي هريرة مرفوعا " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا من الدعاء " .
الأول قدمنا أن الآيات نزلت في أبي جهل على ما صح في الأخبار ، قال الإمام : ولا مانع من أن يكون في الآيات إشارة إليه ، ولكنها عامة في كل وقت وزمن كما ترى ، والخطاب فيها موجه إلى من يخاطب لا إلى شخص النبي صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم .
الثاني قال الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ) : إنما شدد الأمر أمر الوعيد في حق أبي جهل ، ولم يقع مثل ذلك لعقبة بن أبي معيط حيث طرح سلي الجزور على ظهره صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ؛ لأنهما وإن اشتركا في مطلق الأذية حال صلاته لكن زاد أبو جهل بالتهديد ، وبدعوة أهل طاعته ، وبوطء العنق الشريف ، وفي ذلك من المبالغة ما اقتضى تعجيل العقوبة له لو فعل ذلك ، وقد عوقب عقبة بدعائه صلى الله عليه وسلم وعلى من شاركه في فعله ، فقتلوا يوم بدر كأبي جهل .
الثالث : قال الإمام : ذكر الصلاة في السورة لا يدل على أن بقيتها نزل بعد فرض الصلاة ، فقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صلاة قبل أن تفرض الصلوات الخمس المعروفة .
الرابع : قال في ( اللباب ) : سجدة هذه السورة من عزائم سجود التلاوة عند الشافعي ، فيسن للقارىء والمستمع أن يسجد عند قراءتها ، ( يدل عليه ما روي عن أبي هريرة{[3]} قال : سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في { اقرأ باسم ربك } و { إذا السماء انشقت } " أخرجه مسلم في ( صحيحه ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.