التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞أَفَمَن يَعۡلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰٓۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (19)

قوله تعالى { أفمن يعلم أنّما أنزل إليك من ربّك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكّر أولوا الألباب }

قال ابن كثير : يقول تعالى لا يستوي من يعلم من الناس أن الذي { أنزل إليك } يا محمد { من ربك } هو الحق أي : الذي لا شك فيه ، ولا مرية ، ولا لبس فيه ، ولا اختلاف فيه ، بل هو كله حق يصدق بعضه بعضا ، لا يضاد شيء منه شيئا آخر ، فأخباره كلها حق ، وأوامره ونواهيه عدل ، كما قال تعالى : { وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا } أي : صدقا في الإخبار ، وعدلا في الطلب ، فلا يستوي من تحقق صدق ما جئت به يا محمد ومن هو أعمى لا يهتدي إلى خير ولا يفهمه ، ولو فهمه ما انقاد له ولا صدقه ولا اتبعه كقوله تعالى { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون } .