بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞أَفَمَن يَعۡلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰٓۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (19)

قوله تعالى : { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ الحق } يعني : يعلم أن القرآن الذي أنزل من الله تعالى هو الحق { كَمَنْ هُوَ أعمى } يعني : كمن هو لا يعلم . ويقال : { أَفَمَن يَعْلَمُ } أن ما ذكر من المثل حق كمن لا يعلم . وهذا كقوله : { إِنَّ الله لاَ يَسْتَحْىِ أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الذين ءَامَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحق مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الذين كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ الله بهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفاسقين } [ البقرة : 26 ] يعني : المثل . ويقال : { أفمن يعلم } أفمن يرغب في الحق حتى يعلم أن ما أنزل إليك من ربك هو الحق { كَمَنْ هُوَ أعمى } يعني : كمن لا يرغب فيه { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الألباب } يعني : يتعظ بما أنزل إليك من القرآن ذوو العقول من الناس ، وهم المؤمنون .