التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأٓتِيَةٞۖ فَٱصۡفَحِ ٱلصَّفۡحَ ٱلۡجَمِيلَ} (85)

قوله تعالى { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعال { وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق } ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه ما خلق السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق أي ليدل بذلك على أنه المستحق لأن يعبد وحده ، وإنه يكلف الخلق ويجازيهم على أعمالهم . فدلت الآية على أنه لم يخلق الخلق عبثا ولا لعبا ولا باطلا . وقد أوضح ذلك في آيات كثيرة كقوله : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار } وقوله : { ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار } وقوله : { وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق . . . } الآية .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { فاصفح الصفح الجميل } ثم نسخ ذلكم بعد ، فأمره الله تعالى ذكره بقتالهم ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، لا يقبل منهم غيره .