التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ وَهُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهَا مُعۡرِضُونَ} (32)

قوله تعالى { وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون }

قال الشيخ الشنقيطي : تضمنت هذه الآية الكريمة ثلاث مسائل :

الأولى : أن الله جل وعلا جعل السماء سقفا ، أي لأنها للأرض كالسقف للبيت .

الثانية : أنه جعل ذلك السقف محفوظا .

الثالثة : أن الكفار معرضون عما فيها ( أي السماء ) من الآيات ، لا يتعظون به ولا يتذكرون . وقد أوضح هذه المسائل الثلاث في غير هذا الموضع . أما كونه جعلها سقفا فقد ذكره في سورة الطور أنه مرفوع وذلك في قوله : { والطور . وكتاب مسطور في رق منشور . والبيت المعمور والسقف المرفوع } الآية وأما كون ذلك السقف محفوظا فقد بينه في مواضع من كتابه ، فبين أنه محفوظ من السقوط في قوله : { ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه } وأما كون الكفار معرضين عما فيها من الآيات فقد بينه في مواضع من كتابه كقوله تعالى { وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون } وقوله { وإن يروا آية يعرضوا } الآية ، وقوله { إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية } .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله { سقفا محفوظا } قال : مرفوعا .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { وهم عن آياتنا معرضون } قال : الشمس والقمر والنجوم آيات السماء .