الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ وَهُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهَا مُعۡرِضُونَ} (32)

ثم قال تعالى : { وجعلنا السماء سقفا محفوظا }[ 32 ] . أي : سقفا للأرض محفوظا بالملائكة من الشياطين .

وقيل{[45915]} : معناه : محفوظا من أن يقع على الأرض .

وقيل : محفوظا بالنجوم من الشياطين . وهو أولى ، ودليله قوله تعالى ذكره : { وحفظا من كل شيطان مارد }{[45916]} .

وقال ابن جبير : السماء بحر مكفوف{[45917]} . ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

وروى الحسن البصري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " السماء موج مكفوف " {[45918]} .

قال قتادة : { سقفا محفوظا } أي : مرفوعا ، وموجا مكفوفا{[45919]} .

ثم قال تعالى : { وهم عن آياتها معرضون }[ 32 ] .

أي : وهم عن شمسها وقمرها ونجومها وغير ذلك من آياتنا ، معرضون عن التفكر فيها ، وتدبر ما فيها من الحجج والدلائل على توحيد الله وقدرته .


[45915]:القول: للجبائي في مجمع البيان 4/23.
[45916]:الصافات آية 7.
[45917]:ز: معكوف. (تحريف) وانظر الحديث في مسند أحمد 2/370 والجواهر الحسان 3/83 وتفسير ابن كثير 3/177.
[45918]:ز: معكوف. (تحريف).
[45919]:انظر: جامع البيان 17/22.