التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ} (35)

قوله تعالى { ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { ونبلوكم بالخير والشر فتنة وإلينا ترجعون } المعنى ونختبركم بما يجب فيه الصبر من البلايا وبما يجب فيه الشكر من النعم وإلينا مرجعكم فنجازيكم على حسب ما يوجد منكم من الصبر أو الشكر وقوله ( فتنة ) مصدر مؤكد ل( نبلوكم )من غير لفظه وما ذكره جل وعلا من أنه يبتلي خلقه أي يختبرهم بالشر والخير قد بينه في غير هذا الموضع كقوله تعالى { وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون } وقوله تعالى { ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قوله : { ونبلوكم بالشر والخير } يقول : نبتليكم بالشدة والرخاء ، والصحة والسقم ، والغنى والفقر ، والحلال والحرام ، والطاعة والمعصية ، والهدى والضلالة ، وقوله { وإلينا ترجعون } يقول : وإلينا يردون فيجازون بأعمالهم ، حسنها وسيئها .