اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ وَهُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهَا مُعۡرِضُونَ} (32)

قوله : { وَجَعَلْنَا السمآء سَقْفاً مَّحْفُوظاً } سميت سقفاً ، لأنها كالسقف للبيت ، ومعنى «محفوظاً » أي : محفوظاً من الوقوع كقوله : { وَيُمْسِكُ السمآء أَن تَقَعَ عَلَى الأرض }{[28307]} . وقيل : محفوظاً من الشياطين{[28308]} .

قوله : { وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا }{[28309]} جملة استئنافية ، ويضعف جعلها{[28310]} حالاً مقدرة . وقرأ مجاهد وحميد «عَنْ آيَتِهَا » بلفظ الإفراد{[28311]} .

دعا الخلق آية وهي مشتملة على آيات ، أو{[28312]} أطلق الواحد وأراد به الجنس{[28313]} والمعنى : أن الكفار معرضون عما خلق في السماء من الشمس والقمر والاستيضاء{[28314]} بنوريهما ، والنجوم والاهتداء بها ، وحياة الأرض بأمطارها ، وعن كونها آية بينة على وجود الصانع ووحدانيته لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها{[28315]} .


[28307]:"على الأرض": سقط من الأصل. [الحج: 65].
[28308]:انظر الفخر الرازي 22/165.
[28309]:في بـ: آياتنا. وهو تحريف.
[28310]:في ب: حملها. وهو تحريف.
[28311]:المختصر: (91)، البحر المحيط 6/310.
[28312]:في ب: و. وهو تحريف.
[28313]:انظر البحر المحيط 6/310.
[28314]:في الأصل: ويستضاء.
[28315]:انظر الفخر الرازي 22/165.