السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ وَهُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهَا مُعۡرِضُونَ} (32)

النوع الخامس من الدلائل : قوله تعالى : { وجعلنا السماء } وأفردها مع إرادة الجنس ؛ لأن أكثر الناس لا يشاهدون منها إلا السماء الدنيا ، ولأن الحفظ للشيء الواحد أتقن { سقفاً } أي : للأرض كالسقف للبيت { محفوظاً } أي : عن السقوط بالقدرة ، وعن الفساد والانحلال إلى الوقت المعلوم بالمشيئة ، وعن الشياطين بالشهب { وهم } أي : أكثر الناس { عن آياتها } أي : من الكواكب الكبار والصغار ، والرياح والأمطار وغير ذلك من الدلائل التي تفوت الانحصار الدالة على قدرتنا على كل ما نريد من البعث وغيره ، وعلى عظمتنا بالتفرد بالإلهية وغير ذلك من أوصاف الكمال من الجلال والجمال { معرضون } لا يتفكرون فيما فيها من السير والتدبير وغير ذلك ، فيعلمون أنّ خالقها لا شريك له .