فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ وَهُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهَا مُعۡرِضُونَ} (32)

{ وجعلنا السماء سقفا محفوظا } عن أن يقع ويسقط على الأرض ، كقوله : { ويمسك السماء أن تقع على الأرض } .

وقال الفراء : محفوظا بالنجوم من الشيطان كقوله : { وحفظا من كل شيطان مارد } ، وقيل محفوظا لا يحتاج إلى عماد ، وقيل المراد بالمحفوظ هنا المرفوع ، وقيل محفوظا عن الشرك والمعاصي ، وقيل عن الهدم والنقض ، وقيل عن الفساد والانحلال إلى الوقت المعلوم .

{ وهم عن آياتها } { أي الآيات الكائنة فيها الدالة على وجود الصانع ووحدته وتناهي قدرته وكمال حكمته وأضاف الآيات إلى السماء لأنها مجعولة فيها وذلك كالشمس والقمر والنجوم ، وكيفية حركاتها في أفلاكها ومطالعها ومغاربها { معرضون } أي لا يعتبرون بها فيها ولا يتفكرون فيما توجبه من الإيمان .