التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ} (78)

قوله تعالى { وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون } . ذرأكم معناه : خلقكم ، ومنه قوله تعالى { ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس } الآية وقوله في الأرض : أي خلقكم وبثكم في الأرض ، عن طريق التناسل ، كما قال تعالى { وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا } الآية وقال { فإذا أنتم بشر تنتشرون } وقوله { وإليه تحشرون } أي إليه وحده ، تجمعون يوم القيامة أحياء بعد البعث للجزاء والحساب . وما تضمنته هذه الآية من أنه خلقهم وبثهم في الأرض وأنه سيحشرهم إليه يوم القيامة جاء معناه في آيات كثيرة كقوله في أول هذه السورة { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين } إلى قوله { ثم إنكم يوم القيامة تبعثون } وذكر جل وعلا أيضا هاتين الآيتين في سورة الملك في قوله تعالى { قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ، قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون ، ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } .