فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ} (78)

{ وَهُوَ الذي أَنْشَأَ لَكُمُ السمع والأبصار } امتنّ عليهم ببعض النعم التي أعطاهم ، وهي نعمة السمع والبصر { والأفئدة } فصارت هذه الأمور معهم ليسمعوا المواعظ وينظروا العبر ويتفكروا بالأفئدة فلم ينتفعوا بشيء من ذلك لإصرارهم على الكفر وبعدهم عن الحق ، ولم يشكروه على ذلك ولهذا قال : { قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ } أي شكراً قليلاً حقيراً غير معتدّ به باعتبار تلك النعم الجليلة . وقيل : المعنى : أنهم لا يشكرونه ألبتة ، لا أن لهم شكراً قليلاً . كما يقال لجاحد النعمة : ما أقلّ شكره ، أي : لا يشكره ، ومثل هذه الآية قوله : { فَمَا أغنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أبصارهم وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ } [ الأحقاف : 26 ] .

/خ83