التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَقَدۡ أَتَوۡاْ عَلَى ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِيٓ أُمۡطِرَتۡ مَطَرَ ٱلسَّوۡءِۚ أَفَلَمۡ يَكُونُواْ يَرَوۡنَهَاۚ بَلۡ كَانُواْ لَا يَرۡجُونَ نُشُورٗا} (40)

وقوله تعالى { ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا }

قال الشيخ الشنقيطي : أقسم عز وجل في هذه الآية ، أن الكفار الذين كذبوا نبينا صلى الله عليه وسلم ، قد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء وهو أن الله أمطر عليها حجارة من سجيل ، وهي سذوم قرية قوم لوط ، وهذان الأمران المذكوران في هذه الآية الكريمة وهما أن الله أمطر هذه القرية مطر سوء الذي هو حجارة السجيل ، وأن الكفار أتوا عليها ، ومروا بها جاء موضحا في آيات أخرى أما كون الله أمطر عليها الحجارة المذكورة ، فقد ذكره جل وعلا في آيات كثيرة كقوله تعالى : { فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل } ، وبين في سورة الذاريات أن السجيل المذكور نوع من طين ، وذلك في قوله تعالى : { إنا أُرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين } ، ولا شك هذا الطين وقعه أليم . شديد مهلك وكقوله تعالى { وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين } وقوله تعالى { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل } الآية . وأما كونهم قد أتوا على تلك القرية المذكورة فقد جاء موضحا أيضا في غير هذا الموضع كقوله تعالى : { وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون } .

أخرج أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة : { لا يرجون نشورا } أي : بعثا ولا حسابا .