التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (54)

قال الله { أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا } وأحسن عليهم الثناء كما تسمعون فقال { ويدرءون بالحسنة السيئة } .

قوله تعالى { أولئك يؤتون أجرهم مرتين } .

قال مسلم : حدثنا بن يحيى ، أخبرنا هشيم ، عن صالح بن صالح الهمداني ، عن الشعبي ، قال : رأيت رجلا من أهل خراسان سأل الشعبي فقال : يا أبا عمرو ! إن من قبلنا من أهل خراسان يقولون ، في الرجل ، إذا أعتق أمته ثم تزوجها : فهو كالراكب بدنته . فقال الشعبي : حدثني أبو برده بن أبي موسى ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة يُؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتّبعه وصدّقه ، فله أجران . وعبد مملوك أدّى حق الله تعالى وحق سيده ، فله أجران . ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها . ثم أدّبها فأحسن أدبها . ثم أعتقها تزوجها ، فله أجران " . ثم قال الشعبي للخراساني : خذ هذا الحديث بغير شيء ، فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا إلى المدينة .

( صحيح مسلم 1/ 134- 135- ك الإيمان ، ب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ح 154 ) .

قال أحمد : ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني ، ثنا بن لهيعة ، عن سليمان بن عبد الرحمن ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، قال : إني لتحت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، فقال قولا حسنا جميلا ، وكان فيما قال : " من أسلم من أهل الكتابين فله أجره مرتين وله مالنا وعليه ما علينا ، ومن أسلم من المشركين فله أجره وله مالنا وعليه وما علينا ) .

( المسن 5/ 259 ) . وأخرجه الطبراني ( المعجم الكبير 8/ 224 ح 7786 ) من طريق : عبد الله بن صالح عن الليث عن سليمان بن عبد الرحمن به ، فهذه متابعة من الليث بن سعد لابن لهيعة يتقوى بها حديثه . فيكون حسنا إن شاء الله ) .