الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (54)

ثم قال تعالى{[53959]} : { أولئك يوتون أجرهم مرتين بما صبروا }[ 54 ] ، وقد تقدم{[53960]} تفسير هذا في الآية التي قبل هذه .

ثم قال : { ويدرؤون بالحسنة السيئة }[ 54 ] ، أي ويدفعون بالحسنة من أعمالهم السيئة ، أي يدفعون بالاستغفار والتوبة : الذنوب .

وقال الزجاج{[53961]} : ويدفعون بما يعملون من الحسنات ما تقدم لهم من السيئات .

وقوله{[53962]} : { بما صبروا } قال قتادة : صبروا على الكتاب الأول ، وعلى اتباع محمد ، وهو قول ابن زيد{[53963]} .

وقيل : صبروا على الإيمان{[53964]} بمحمد قبل أن يبعث ، وعلى اتباعه بعد أن بعث ، قاله الضحاك{[53965]} .

وعن مجاهد : في قوله : { يوتون أجرهم مرتين }[ 54 ] ، أنها نزلت في قوم مشركين أسلموا ، فكان قومهم يؤذونهم{[53966]} ، فأعطوا أجرهم مرتين بصبرهم{[53967]} .


[53959]:"تعالى" سقطت من ز.
[53960]:ز: قد قدم.
[53961]:انظر: معاني الزجاج ص449.
[53962]:"وقوله" سقطت من ز.
[53963]:انظر: ابن جرير20/89-90، وزاد المسير6/230.
[53964]:ز: الإتيان.
[53965]:انظر: ابن جرير20/89، وانظر: التوجيه في القرطبي13/297.
[53966]:ع: "يردونهم" وهو تحريف.
[53967]:انظر: ابن جرير20/90، وزاد المسير6/230.